عزيزي يا ابن الشهيد ...
هل تذكر عندما كسرت ذراعي؟ حينها كنا نلعب مع بعضنا لعبة "العمليات الخاصة"
كنا نريد أن نثأر لمقتل والدك..نعم والدك
والدك الذي قضى على يد "النظام السوري" الذي اعتبره بأنه "إرهابي"
نعم والدك..والدك الذي أراد أن يعيش بكرامة
والدك الذي اتهمه النظام بأنه أحد أفراد ما أطلق عليه اسم "العصابات المسلحة"
هذا المصطلح الذي أصبح الآن مألوفا لدى الجميع ؟؟
أحياناً أتسائل...ماذا كان سيقول والدك الآن؟
ثلاثون عاماً مضت..وتقول لي أن الأسد الابن يقاتل "العصابات المسلحة" ؟؟
تقول لي أن هناك مؤامرة عالمية تستهدف سوريا !!
تقول لي ... يجب أن يعطى بشار الفرصة لكي يصلح ؟!
وتقول ... إنه ليس الرئيس .. بل الذين يحيطون به !!
ثم تسألني من الذي سيكون بديلا لبشار؟؟
تقول .. وتسأل .. ثم تقول ...
لماذا؟؟ لماذا يا ابن الشهيد؟!
ألست فخورا بما عاش من أجله والدك؟
أم أنك تقول لي أن الذئب الذي قتل والدك قد خلف نعجة ؟؟
هل نسيت المبادئ الذي علمنا إياها وربانا عليها جدنا ?
هل نسيت؟؟ هل نسيت أن كلمة الحق يجب أن تقال مهما كانت الظروف ؟
لماذا؟ لماذا يا ابن الشهيد ؟
أتريد أن تقنعني بأن دول العالم بأسرها قد تناست جميع مشاكلها وقررت أن تتآمر على سوريا وتدمرها !
واحد وأربعون عاما من الإصلاحات البائسة..أليست كافية ؟!
أنسيت الفساد الذي جلبه هذا النظام لبلدنا ؟
أليس من المفترض أن يكون الرئيس هو الذي يختار الأناس الذين يحيطون به ??
ألست تتفق معي بأن تولي مقاليد الرئاسة هي مسؤولية كبيرة..من لايقدر على تحمل مسؤوليتها , فهو ليس جدير بها أصلا ؟
أم أنك تريد أن تقول لي..أن نساء سوريا جميعا .. لم تنجب من هو قادر على حكم هذا البلد طوال أربعة عقود ؟!
في الحقيقة ..أنا لا أنتظر منك جوابا ..فأنا أعلم الإجابة التي هي في قرارة نفسك .. والتي أنت تعلمها أيضا
ولكنني أتمنى فقط , في المرة المقبلة التي تزور فيها قبر والدك أن تقول له :
أبي .. أنا لم أسمي ابني من بعدك فقط ... ولكنني أنهيت العمل الذي لم يتسنى لك القيام به أيضاً .. "
لقد أعدت لسوريا كرامتها وعزتها التي سلبت , رحمك الله يا أبي " .