Monday, August 29, 2011

سلمية حتى النهاية؟


 نشرت منذ أسبوعيين في مدونتي الأولى مقالي و'ماذا بعد إسقاط النظام؟  http://bit.ly/qSkovM' وضعت من خلاله تصوراتي لمرحلة ما بعد سقوط النظام خلال ذلك الوقت كان هناك اقتراح لسلطة انتقالية نتمنى أن تكون في عداد التنفيذ قريباً . تظهرالآن مشاهد من العاصمة الليبية طرابلس و الشباب الثوار يجوبون الطرقات وهم يحملون أسلحة ورشاشات مطلقين أعيرة نارية بقدر ما يشكل هذا منظراً شيقاً للبعض الاّ أنَّه اشارة على فوضى عارمة.  و يتسائل البعض هل هكذا سيكون الحال في سوريا..؟هل هذا ما نسعى إليه ؟! الجواب هو بالطبع لا, لكن إذا لم تتحرك الغالبية الصامتة و التي ماتزال تقف على الحياد وبإضافة المزيد من العنف والقتل من قبل السلطة فإن كل ذلك سيدفع بالكثيرين إلى المطالبة بتدخل عسكري خارجي. النظام يعاني من الإحباط بسبب عدم تمكنه من السيطرة أمنياً مما سيدفعه لمزيد من القتل و استخدام القوة المفرطة من أجل القضاءعلى هذا الحراك.


في تصريحه الأخيرحول فقدان الأسد لشرعيته لمح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم وجود أي نية لتدخل عسكري من قبل الغرب في سوريا وبأن اسقاط النظام يقع على كاهل الشعب . بقدر ما شكل هذا من أخبارسارة لمؤيدي هذا الطرح بالابقاءعلى سلمية الحراك , الا أنه يقودنا للتساؤل عن كيفية التطبيق مع النظام المستبد.  ببساطة جوابي هو بالعودة إلى الأساسيات في الأمور, فغالباً ما نُستهلك في وضع الخطط المعقدة بينما يكمن الحل باتخاذ اجراءات بسيطة.  الخطة التي تصورتها تكون بالتوجه إلى التجمعات الحكومية الأساسية و محاولة إسقاطها.  وهنا يظهر دور الأغلبية الصامتة التي تقف على الحياد. ورسالتي الموجهة إليهم إذا لم تشركوا بهذا الحراك السلمي فستجدون أنفسكم مرغمين في خضم حراك غير سلمي

إذاً كيف نسقط النظام...؟

إسقاط النظام يعتمد على عامليين أساسيين: ١-العصيان المدني, ٢- تفكيك الهرم الداعم للسلطة

يتضمن هذا من كسر حاجز الخوف إلى اتخاذ خطوات جريئة . لقد اعتمد النظام على عامل الخوف للسيطرة على عقول وقلوب الناس لفترة طويلة.  في حال تم التخلص من هذا الخوف يكون قد خسر النظام عامل مهم من عوامل سيطرته على تحرك الناس مما سيفقده القبضة القوية التي يطبقها عليهم.  سأبدأ بشرح تصوري لمشروع إسقاط النظام
العصيان المدني

   

النظام في سوريا وخلال أربعين عاماً أسسس على أساس قمعي استبدادي , زرع الخوف بين الناس حتى يتمكن من قمعهم في ظروف كالتي تشهدها البلاد حالياً. مثلاً الشباب في سن الثامنة عشرة في
معظمهم سيساقون إلى الخدمة العسكرية الالزامية فمن كان منهم يملك المال فسيقضي المدة في بيته بينما الفقراء هم من سيذهبون إلى الثكنات العسكرية لتأدية الخدمة .   ومن المتعارف عليه أن كل من هو بحاجة إلى الخوض في الدوائر الرسمية الحكومية من أجل تسيير المعاملات الرسمية عليه أن يدفع رشوة للموظفين حتى لا تتعرقل أموره .  المواطن العادي لا يستطيع  مواجهة أي شخص من الأسرة الحاكمة أو حتى المقربين إليهم, وفي حال حدث هذا فإنه سيهدد و يعذب ويتم سجنه . تلك هي بعض من الممارسات الخاطئة في ظل هذا الحكم الاستبدادي ومادام الناس مستمريين بصمتهم تجاهها فمن غيرالممكن أن تغيير الحكومة من سلوكها وسيقابلون بنفس المعاملة.  يجب عدم السكوت في ظل هذا الوضع الراهن على تلك التجاوزات خاصة أن الحكومة تشعر الآن بأزمة حقيقية . على الناس أن يمتنعوا عن دفع الضرائب وأن يساهموا في وقف كل الممارسات الخاطئة مما سيؤدي بدوره لضعف النظام وقلب ميزان القوة لصالح الشعب

تفكيك هرم السلطة
    
السلطة في سوريا هرمية التكوين بحيث يكون الرئيس في قمة الهرم و يعتمد في حكمه وسلطته على الآلآف من الموجودين تحته في السلطة.  فأعلى السلطة لا يمكنه أن يبقى في قمة الهرم إذا تتداعات أنظمة السلطة الموجودة في أسفله, و السؤال كيف إذاً سنقوم بإزاحة العناصرالمحيطة ببشار الأسد.  الجواب أولاً يجب علينا أن نتخلص من بعض الأفكار السلبية كإعتقادنا بأنه لا يمكننا عمل انجاز ماهو كاف الاّ باتخاذ خطوات كبيرة. إنَّ الحشرات الصغيرة التي تؤدي إلى نخرالأشجارالكبيرة وسقوطها تبدأ بنخورصغيرة تتحول إلى فجوات كبيرة تُسقط الشجرة عند أول مهب للريح

كل شخص في سوريا يعرف أحد العامليين في قطاع الحكومة ضمن هرم السلطة من الممكن التأثير بشكل شخصي على هذا المسؤول ومحاولة التحدث معه و بث الشكوك في نفسه حول مشروعية هذه السلطة وما تقوم به من ممارسات خاطئة . لوأمكن استمالة هذا الموظف الحكومي وتقديم أي عمل له خارج هرم السلطة فسيحرم هذا النظام من إحدى مصادره التي يعتمد عليها في قمع أهل بلدك وسيؤدي بدوره إلى زعزعة النظام .
أي شخص يمكنه أن يساهم وبطريقته الخاصة في اسقاط النظام بالطبع ليس هذا كل ما يمكن عمله إن هي الاّ بعض التصورات التي من شأنها أن تطلق العنان لمخيلتك وتجعلك تفكر بطرقك الخاصة للمساهمة في اسقاط النظام. 
  
إذا كنت من بين من يلتزمون الصمت إلى الآن, عليك الخروج عن صمتك.  وإذا لم يكن لديك أية فكرة عما يمكنك القيام به لتساعد الثورة و كنت ممن يعارضون فكرة التتدخل العسكري فعليك القيام بدورك لزعزعة الهرم من قاعدته. يجب أن تقوم بدورك هذا قبل نزول المتظاهرين للشوراع وقبل الدعوة إلى طلب دعم خارجي للثورة . يجب أن تقول كفى لهذا القتل الذي ينال المتظاهريين السلميين .  اكسر حاجز الخوف قطع ما يكبلك من قيود وأسلاك, تذوق معنى الحرية والعيش بكرامة وفخر. و أخيراً من المهم أن تقوم بما عليك ,افعل أي شئ الآن قبل أن ينتهي الأمر بسوريا كما حصل بلبييا    

No comments:

Post a Comment